كافح المغرب لمدة 44 سنة حتى حصل على استقلاله سنة 1956
ثم عمل على استكمال وحدته الترابية.
- فما هي مظاهر كفاح المغرب من أجل الحصول على الاستقلال؟
- وما مراحل استكمال الوحدة الترابية للمغرب؟
І – واجهت المقاومة المسلحة الاحتلال الأجنبي للمغرب (1912 - 1934):
تعرض المغرب للاحتلال الأجنبي منذ سنة 1907 ، واستمر غزوه من طرف فرنسا
وإسبانيا، وبفرض معاهدة الحماية سنة 1912م تم تقسيم المغرب إلى مناطق تحت الوصاية
الفرنسية وأخرى تحت السيطرة الإسبانية في حين أصبحت طنجة مدينة دولية.
تصدى المغاربة للغزو العسكري طيلة 22 سنة، حيث شملت المقاومة المسلحة معظم
المناطق، ففي الأطلس المتوسط استمرت المقاومة 18 سنة بزعامة موحا أوحمو الزياني الذي
هزم القوات الفرنسية في معركة الهري سنة 1934.
أما بالجنوب فقد قاد أحمد الهيبة ماء العينين المقاومة إلا أنه انهزم في معركة سيدي بوعثمان
سنة 1912، في حين كبد عسو أوبسلام القوات الفرنسية خسائر باهضة في معركة بوغافر بالأطلس
الصغير سنة 1933.
تزعم ثورة الريف محمد بن عبد الكريم الخطابي، الذي ألحق هزيمة كبرى بالقوات الإسبانية
في معركة أنوال سنة 1924، واسترجع كل المناطق المحتلة شرق الريف، إلا أن التعاون الفرنسي
الإسباني واستخدام أسلحة متطورة أجبرته على الاستسلام سنة 1926.
ІІ – تطورت المقاومة السياسية من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة
بالاستقلال (1934 - 1953):
انطلقت هذه المرحلة بظهور الحركة الوطنية التي تشكلت مع صدور الظهير البربري سنة 1930
وقد اتخذ العمل الوطني عدة أشكال كإصدار الصحف وتأسيس الجمعيات والأحزاب (حزب الإصلاح
الوطني، كتلة العمل الوطني).
وضعت كتلة العمل الوطني برنامجا وطنيا سنة 1934 سمي "برنامج الإصلاحات المغربية"
لم يعترض على نظام الحماية، لكنه طالب باحترام بنودها والقيام بمجموعة من الإصلاحات الإدارية
والاجتماعية والاقتصادية.
(أنظر الخطاطة الصفحة 63)
لم تستجب سلطات الحماية لأي مطلب من برنامج الإصلاحات وتزامن ذلك مع تطور الحركة
الوطنية وانتشارها وظهور قيادات محلية مستعدة للتضحية، حيث عقدت الحركة الوطنية مؤتمرا
بالرباط (11 يناير 1944) تم خلاله تأسيس حزب الاستقلال وأعلن عن تقديم "عريضة المطالبة
بالاستقلال" لسلطات الحماية.
إلى جانب حزب الاستقلال ظهرت مجموعة من الأحزاب والنقابات سواء بالمناطق الخاضعة
للنفوذ الفرنسي أو النفوذ الإسباني بالشمال، كحزب الحركة القومية، والاتحاد العام للنقابات،
وكذا حزب الإصلاح الوطني.
(أنظر الخطاطة الصفحة 64)
ІІІ – تحقيق الاستقلال وإتمام الوحدة الترابية:
1 ـ ثورة الملك والشعب والكفاح المسلح:
توطدت العلاقة بين السلطان محمد الخامس والحركة الوطنية وتطورت خاصة بعد تنفيذ
سلطات الحماية الفرنسية لمؤامرة عزل ونفي السلطان يوم 20 غشت 1953، فانطلقت المقاومة
المسلحة والعمليات الفدائية وتأسس جيش التحرير فاستهدفت المقاومة المصالح الاستعمارية
والمتعاملين معها (محاولة اغتيال الشهيد علال بن عبد الله لمحمد بن عرفة سنة 1953)
فاضطرت فرنسا إلى السماح بعودة محمد الخامس من المنفى يوم 16 نونبر 1955 وإلغاء معاهدة
الحماية يوم 2 مارس 1956.
2 ـ مراحل استكمال الوحدة الترابية:
رغم اعتراف فرنسا وإسبانيا باستقلال المغرب، فقد ظلتا تحتلان أجزاء مهمة شاسعة من
أراضيه، فعمل محمد الخامس بتنسيق مع الحركة الوطنية ومن بعده ابنه الحسن الثاني على إتمام
الوحدة الترابية عبر مراحل:
• استرجاع مدينة طنجة الدولية سنة 1956.
• مدينة طرفاية سنة 1958.
• منطقة سيدي إيفني سنة 1969.
• الساقية الحمراء سنة بعد تنظيم المسير الخضراء سنة 1975.
• ومنطقة وادي الذهب سنة 1979.
في حين مازالت مدينتي سبتة ومليلية والجزر الجعفرية تحت الاحتلال الإسباني.
خاتمـة:
رغم طول مدة الاحتلال وقوته العسكرية استطاع المغاربة الحصول على
الاستقلال وإتمام الوحدة الترابية.